Top Ad unit 728 × 90

ضنك





1

يثيرني من فترة إشكالية العيادة أن يمتلك الطبيب عيادة خاصة يمارس بها مهنة الطب كما اعلم أن الطب في عصور ليست ببعيدة علينا كان مهنة جليلة عظيمة لا يدفع لها ثمن باهظ أو حتى تمارس على سبيل أنها مهنة للرزق كأمر الدعوة إلى الله أو فعل الخير ومساعدة المحتاج

نعم أنا أراها فعلا خيرا يجازى الله من يمارسه أو هي من قبيل الهبة الإلهية لا اعلم لكنني لا أزال ارفض أن يعالجني طبيب في عيادة خاصة كما لو كانت تجارة لا اسمح أن يتاجر أفراد آخرين في جسدي تقترب الى ابعد الحدود من فكرة الدروس الخصوصية.


امتلك تغطية تأمينية تابعة للشركة التي اعمل بها وبما أنها شركة خاصة فجميع المتعاقدين من الأطباء هم من أصحاب العيادات

مما كان يدفعني على التوجه إلى مستشفى قطاع عام بالفعل ذهبت إلى مستشفى كلية طب أسنان القصر العيني وحدة العلاج بالأجر, ألمنى سؤ الخدمة أو لعلى أقول سؤ الأوضاع هناك

تحسست الطبيبة في عينيي اننى قادر على أن أذهب إلى عيادتها الخاصة وما كان منها وبدون حياء أن تكتب رقم هاتفها الجوال على ورقة صرف الدواء متبوعة بكارت شخصي انتابني الضيق والقلق هل كتبت ما أريده حقا أم في هذا الدواء ما يزيدنى بلاء على ما امتلكه بالفعل

أنا هنا لست بصدد التحدث عن فكرة الحرية الاقتصادية والمنافسة أو حتى عن عمل الخير لكنني هنا بصدد الحديث عن دور الدولة ولن يكون الأمر جديد لكنني ارغب فى التاريخ لنفسي ولكم ما يحدث ألان لكي يعلم من لا يعلم...................

انتهى بي الأمر إلى عيادة خاصة لطبيب يكاد يكون مشهورا عند البداية وفى غرفة الانتظار أجد فتاة جميلة حقا حسبتها موظفة استقبال لكنني اكتشفت أنها مريضة مثلي جلست منتظرا الطبيب الذي فتح لسيدة الباب بعد انتهاء الكشف عليها خرجت المرآة وحدها ظننت انه ليس الطبيب لما يرتدي من زى لا يشير إلى ذلك هو أنيق حقا لم أرى من جمع الطب والأناقة سواه ظننت انه زوج المرآة المتألمة كانت تضع يديها اليسرى على خدها الأيمن من كثرة الوجع وبعد أن تأكدت انه هو الطبيب وليس زوجها أو شخص يتبعها ما كان منى إلا أن احمد الله أنها لا تمسك اى جزء أخر.

دعاني أنا والفتاه في نفس الحين للدخول جلست الفتاه امامى ظننت انه سوف يقيم مقارنة بيني وبينها اعلم أن اسنانى هي الأفضل والأجمل والأكثر مدعاتا للسخرية لكنه أنهى الكشف عليا في تعجل واعطانى ميعاد للمتابعة وظلت الفتاة وهو وشيطاني الماكر الذي تخلى عنى في أحوج اللحظات إليه

خرجت في بطء لا احد في العيادة أو أكاد أقول لن يكون هناك احد سوى هو وهى وظنوني بعد دقيقة واحدة أو اقل سمعت صوت التأكيد على غلق الباب

ملحوظة الطبيبة كانت ترتدي خلخالا فضي في قدمها والطبيب ارتدى سلسلة ذهبية






2

اليوم لم يكن هينا أو كان مليء بالأحداث تستطيع أن تقل لي أن نصف مرتبي تقريبا يكون من نصيب سائقي الأجرة و أتوبيسات النقل العام أو المترو, لتقل المواصلات

اثنا ركوبى أتوبيس النقل العام اعتاد على مشاهدة المشاجرات أنا استمتع بها حقا على نقيض احد اصدقائى الذي يفضل أن ينؤ بعيدا في هذا الحين صعد رجل عجوز يحمل عصا يتكأ عليها وله فيها مأرب أخرى...... قد تكون هي مصدر القرارات لديه دوما ما احترم من يتكئون على العصا فجدي كان يمتلك مثلها وكنت أخاف منه واحترمه - هو جد لإفراد مثلي فيجب أن احترمه- ..... في سماجة يعتاد هو عليها نظر لي أنا الفاتح لكتاب وقال لي ( بعد إذنك ) هذا معناه اننى أقف وهو يجلس تقبلت الأمر فرحا بالحسنات, يتدخل الكمساري في الأمر مدعيا عليه أن يغدقه ثمن التذكرة قال له( أنا شرطة) ولوح بورقة لا تشبه الكارنية على الإطلاق في مصر يكاد المواطن أن يتحول إلى كار نية وبعض من الأوراق, الكمساري (أنت مش شرطة وكل مرة بسيبك -في - ادفع التذكرة )

يرد الرجل العجوز(:مش دافع واطلع بيا على قسم الشرطة ونشوف هدفع ولا مش هدفع) أنا لا اعلم لماذا اختار العجوز الشرطة بالذات على الرغم من انه لا ينتمي لها ولماذا أيضا كان مؤمنا بقضية انه لن يدفع الأجرة

الكمسارى( يا أبويا ده حقي وأنت لازم تدفع وأنت مش شرطة ولو حتى شرطة هتدفع)

انتهى الحديث السوفسطائى العابث ولم يدفع الأجرة

مال عليا الشيخ العجوز وفى حكمة قال لي( أتوبيس الهيئة ملك لكل الشعب لا تدفع أجرة مرة أخرى) وترك لي الكرسي خاليا لكي أستريح ورحل





ب

بعد ثلاث ساعات اذهب لركوب المترو شباك التذاكر مزدحم إلى أقصى درجة لا أكون كاذب لو قلت لك انك سوف تحتاج ما لا يقل عن نصف ساعة للحصول على تذكرة ينصحني احد البلهاء أن اشترى تذكرة زيادة دوما أدسها في المحفظة لمثل هذه الأوقات لكنني أعيش اليوم باليوم ولا أبالى لغد أبدا عادتا ما تأتى فتاه جميلة إلى الشباك مدعية أنها أنثى قد تكون أخت لي أو خالتي أو حتى امى وأنا لا أرضى بطبع الرجولة وليس بمنطق المساواة بين الرجل والمرآة لها الانتظار في طابور طويل هي تعي ذلك جيدا وفى كل مرة اذهب لواحدة منهن لكي استسمحها بابتسامة عريضة تشب عن وسامتي أن تأتى لي بتذكرة معها لان الطابور مزدحم وأنا متعجل جدا وجميعهن لا يمتنعن عن مساعدتي,

قبل أن تذهب للشباك أو تكاد تصل له اسمع صوت لشاب في العشرين من عمره يبوخ في امتعاض موظف الشباك لما يفعله وللمرة الخامسة من تجاهل يده الممدودة له رغبتا في صرف ما يسعى إليه وتسهيل الصرف للمنتظرات على خطوط جانبية في سرعة من باب الشهامة, الشاب يشتم ويوبخ ما أدى به الحال إلى خروج موظف الشباك الذي قام بالاعتداء عليه ضربا يلجا الشاب إلى الشرطة مدعيا انه يريد حقه لأنه يحترم الطابور والنظام - احصل أنا على التذكرة بعد شكر حميمي لواحدة من الحسناوات ثم أواصل السير ولا يزال على وجهي الابتسامة العريضة...............














ضنك Reviewed by Unknown on 3:31 ص Rating: 5
All Rights Reserved by محدش بيموت ناقص حلم © 2014 - 2015
Powered By Blogger, Designed by Sweetheme

Formulaire de contact

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.