Top Ad unit 728 × 90




هوامشٌ على أطرافِ الكون . . بأبجديةِ الهذيان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لونُ المقاعدِ فى عربةِ القطارِ أضفى لونًا أزرقًَ يشبهُ لونَ الفجر فوقَ سماءِ نافذتى السوداء . .
فجرًا كاذبًا , يحملُ الكثيرَ من التضليلِ والنفاق . . وأحيانًا الحزن . . ويكتمُ الكثيرَ من الأسرار ,
كمقعدى هذا . . كم يحملُ من أخبارِ أولاءِ الذينَ سبقونى عليه ,
كم يعلمُ الكثيرَ عمن يعرف أولا يعرف . .
كم عاشرَ هذا المقعد من أناسٍ . .
صاحبَ الكثير ,
قَبِلَ من قَبِل . . ورفضَ من رفض , ذكر من ذكر . . ونسىَ من نسى ؛
هل هذا يستحق النسيان , أو ذاكَ يستحق التذكر ؟..
كم هو شئٌ نسبىّ . . كسفرىَ هذا . . كحلمىَ هذا . . كصمتىَ هذا . .
كشجنىَ المعجونُ بالدهشةِ والأرق . .
كتلك المصابيحِ البعيدةِ التى تشبهُ نجومًا سقطت فوق الأرض ,
تتراقص . . تظهر ثم تختفى . . تعلو وتهبط . . الأكيد . . أنها تُحسنُ التبسُّمَ جيدًا . .
حتى مع لونها الذى يشبهُ أحيانًا لون الدمعةِ , وأحيانًا لونَ النَّار .
لا أرى من نافذتى . . سوى تلك النجيماتِ البعيدةَ ,
وظلالٍ تجرى مُسرعةً نحو مصيرها الذى لا أدرى إن كانت تعلمهُ أم لا ,
وذاك الفجرِ الكاذب . . ؛ كلها علاماتٌ كاذبة . . نسبية .
أشعرُأنَّنى فى كأسٍ فضائىّ . .
مِزاجهُ بعضُ الأسى . . وتيهٌ مُقنّع . . ورحلةُ شكٍ . . وماءُ ألوهةٍ . .وضراعةٌ ملحدة ؛
الكأسُ يدورُ فى مدارِ التوجُّهِ للا مدار . .
أى اللا نسبةِ إلى أىِّ شىء . .
تلفُّهُ كوكبةٌ من نجيماتٍ بعيدة وظلٍ للتردد ونورٌ ضلَّ الطريق . .
فلا هو نورٌ . . ولا هوَ ظُلمة.
نشيجُ الحياةِ يبدأُ فى التمزق ,
ونبدأُ فى الخروجِ إلى احتمالاتِ التألّه . .
بعضِ الصفاتِ المطلقةِ . .
وبعضِ الأمنياتِ الجامحة .
أرى خصلاتٍ من الدنيا تدلى فوق نافذةٍ مقابلة . .
تُحاولُ إخضاعَ أحدًا من الراحلينَ عنها فلا تستطيع . .
ولا أحدٌ يراها. فجرىَ الكاذبُ يمتد ونجيماتى تقترب ,
وشرنقةٌ خضراءُ معلقةٌ بين السماءِ والأرض . . تشبه امرأةً تصلى . .
أو مئذنةً تنادى باقترابِ العهد ,
مآذنى الخضراء تزداد . .
وتدنيني من الحقيقة . .
ماأعظم الصلاة فى حرمِ الغموض ,
وفى طريقِ التَّجلى . .
وأعودُ أخرى لمقعدى الذى لوَّنَ سمائى بفجره ,
هل أحبوه ؟
هل يذكروه كما يفعل ؟
كما يقصُّ حكاياهم . . أخبارهم . . على كل من يرى ؟
أم أننى من استبحتُ ذاكرته ؟ . . .
نافذتى حائلٌ بينى وبينَ هروبى إلى منطقةِ اللاجاذبية . . واللانسبية . . والعدميةِ المُخلَّدة ؛
جزءٌ من العدم . . يُمنح الوجود ,
ثم الخلود فيما هو منه . . .
أم حتى هذهِ أيضًا . . نسبية ؟



Reviewed by Sabrin Mahran on 10:16 ص Rating: 5
All Rights Reserved by محدش بيموت ناقص حلم © 2014 - 2015
Powered By Blogger, Designed by Sweetheme

Formulaire de contact

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.